مؤسس مدينة فاس هو إدريس بن عبد الله، وهو من أبرز الشخصيات التاريخية في المغرب. يعتبر إدريس بن عبد الله مؤسس أول مدينة مغربية تأسست في العهد الإسلامي في القرن الثامن الميلادي، وهي مدينة فاس، التي أصبحت لاحقًا واحدة من أهم المدن المغربية والعالمية في الثقافة والدين والتعليم.
خلفية تاريخية
إدريس بن عبد الله هو حفيد الخليفة العباسي الهادي بن عبد الله، وقد وُلِد في الحجاز (مكة أو المدينة). بعد انهيار الدولة العباسية في بغداد في منتصف القرن الثامن، فر إدريس إلى المغرب هربًا من بطش الأمويين. وصل إلى منطقة المغرب الأوسط حيث استقبله أهل المنطقة بالترحيب، خاصةً في منطقة بلاد الأمازيغ الذين كانوا يتطلعون إلى دعم قائد ديني يتمتع بمكانة نبيلة.
تأسيس مدينة فاس
عام 789م، أسس إدريس بن عبد الله مدينة فاس بعد أن استقر في هذه المنطقة. كان الهدف من تأسيس المدينة هو إنشاء مركز ثقافي وديني للمنطقة تحت حكمه، الذي بدأ يتوسع بسرعة. وقد بنيت فاس على يد الأمازيغ الذين كانوا يرافقون إدريس، ونشأت المدينة على ضفاف نهر فاس، وهو موقع استراتيجي جعلها مركزًا تجاريًا وعلميًا هامًا.
أهمية مدينة فاس
مدينة فاس أصبحت مركزًا كبيرًا للعلم والدين في العصور الوسطى. اشتهرت بوجود العديد من المدارس الدينية (المدارس الإسلامية)، وتأسيس جامع القرويين، الذي يعد أقدم جامعة في العالم، والذي أسس في القرن التاسع.
وفاة إدريس
توفي إدريس بن عبد الله في عام 791م، بعد أن قضى عدة سنوات في تأسيس الدولة الإدريسية، إلا أن تأثيره استمر طويلًا من خلال المدينة التي أسسها والتي أصبحت لاحقًا مركزًا حضاريًا وثقافيًا ودينيًا مهمًا في العالم الإسلامي. بعد وفاته، تولى ابنه إدريس الثاني الحكم، الذي واصل بناء وتطوير المدينة والدولة الإدريسية.
في الختام
إدريس بن عبد الله ليس فقط مؤسس مدينة فاس، بل كان أيضًا مؤسسًا لدولة الإدريسية التي شكلت جزءًا هامًا من تاريخ المغرب. المدينة التي أسسها أصبحت مرجعية دينية وعلمية وثقافية، وتعتبر اليوم من أهم معالم التراث الإسلامي والعربي في شمال أفريقيا.
تعليقات
إرسال تعليق