القائمة الرئيسية

الصفحات


 موضوع تعطر المرأة يعد من المواضيع التي قد يتفاوت فيها الرأي حسب السياق الديني والثقافي والاجتماعي. وفيما يتعلق بالحكم الشرعي لهذا الفعل في الإسلام، فإنه يتعلق بشكل أساسي بالغرض من التطيب ومواضع ظهور المرأة.


الحكم الشرعي لتعطر المرأة

التعطر في البيت أو أمام محارمها:


لا يوجد مانع شرعي من تعطر المرأة في منزلها أو أمام محارمها (أي الذين لا يجوز الزواج منهم مثل الأب، الأخ، ابن العم... إلخ). بل إن التطيب من الأمور المستحبة في الإسلام بالنسبة للمرأة في هذا السياق، فهو من أسباب الراحة النفسية والعاطفية.

التعطر في الأماكن العامة أو أمام غير المحارم:


أما إذا كانت المرأة ستخرج إلى الأماكن العامة أو أمام رجال أجانب عنها (أي ليسوا محارم لها)، فإن العلماء قد اختلفوا في هذا الموضوع. الرأي السائد بين معظم الفقهاء هو أنه لا يجوز للمرأة أن تضع العطر إذا كان من شأنه أن يثير الفتنة أو أن يلفت انتباه الرجال الأجانب. في هذا السياق، يُعتبر التطيب أمام الرجال الأجانب مخالفًا للآداب الشرعية التي تحث على التواضع والابتعاد عن إثارة الشهوات.


في الحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية" (رواه ابن حبان). هذا الحديث يُفهم على أن التطيب الذي يكون له تأثير في جذب أنظار الرجال هو ما يُمنع.


هل يشمل التطيب بالزيوت والعطور الطبيعية؟


الحكم لا يختلف كثيرًا بين العطور الاصطناعية والعطور الطبيعية، حيث أن المقصود هو أن يكون التطيب غير ملفت للأنظار بشكل يثير الفتنة. فسواء كانت العطور من الزيوت الطبيعية أو العطور التجارية، إذا كانت قوية وملحوظة لدرجة تجذب انتباه غير المحارم، فتُعتبر محظورة في هذه الحالة.

بعض العلماء في العصر الحديث أباحوا للمرأة استخدام العطر في الأماكن العامة ولكن بشرط أن لا يكون العطر قويًا جدًا أو مغريًا للفتن. في هذه الحالة، يرى هؤلاء العلماء أن العطور الخفيفة التي لا تثير الانتباه لا تُعد مخالفًا.

خلاصة القول:

الحكم الشرعي يعتمد بشكل أساسي على النية والسياق. إذا كانت المرأة تتطيب لتكون أنيقة في منزلها أو أمام محارمها، فلا حرج في ذلك. أما إذا كان التطيب من شأنه أن يلفت انتباه الرجال الأجانب عنها، فيُفضل تجنب ذلك بناءً على ما ورد في الأحاديث النبوية والتوجيهات الإسلامية.

تعليقات