القائمة الرئيسية

الصفحات

العادة سرية حلال او حرام ؟

العادة السرية هي واحدة من القضايا التي أثارت جدلاً كبيرًا في الوسط الفقهي الإسلامي. يختلف العلماء في حكمها بناءً على أدلتهم من القرآن والسنة، وبعضهم يراها حرامًا وبعضهم يراها مباحة في حالات معينة. ولذلك، سنعرض لك وجهات النظر المختلفة بشكل حصري وموضوعي .


1. وجهة النظر القائلة بحرمة العادة السرية:

يستند العلماء الذين يرون تحريم العادة السرية على بعض الأدلة من القرآن والسنة، وكذلك على فقه المقاصد في الإسلام:


القرآن الكريم:


في سورة المؤمنون، قال الله سبحانه وتعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ" (المؤمنون: 5-6). هذا النص يشير إلى أن الاستمتاع الجنسي يجب أن يكون محصورًا في الزوجة أو ملك اليمين، مما يعني أن استخدام وسائل أخرى للمتعة (مثل العادة السرية) ليس مشروعًا.

السنة النبوية:


في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فليصم، فإنه له وجاء" (رواه البخاري). في هذا الحديث، يحث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج كسبيل للغريزة الجنسية، وإذا لم يكن الزواج متاحًا، فالصوم هو الوسيلة البديلة.

القياس:


بعض العلماء يعتبرون العادة السرية نوعًا من الاستمناء الذي يُعدُّ من ممارسات مرفوضة في الإسلام. حيث يرون أن الإسلام يوجه إلى وسيلتين فقط للمتعة الجنسية: الزواج أو ملك اليمين.

المقاصد الشرعية:


تحرص الشريعة الإسلامية على حفظ الكرامة البشرية ومنع التسبب في أذى للجسد أو النفس. العادة السرية قد تؤدي إلى إدمان أو مشاكل نفسية أو جسدية، ولذلك تُعتبر محظورة.

2. متى تكون العادة حلال:

بعض العلماء الذين يرون جواز العادة السرية، يشترطون عدة شروط:


الحاجة أو الضرورة:


يرى بعض الفقهاء أن العادة السرية تكون جائزة في حالات الضرورة أو الحاجة الماسة لها، مثل من لا يستطيع الزواج بسبب العجز المالي أو غيره، ويرى هؤلاء أن هذه العادة قد تكون أقل ضررًا من الوقوع في الزنا.

استعمالها كوسيلة للابتعاد عن الفاحشة:


بعض العلماء يعتقدون أن العادة السرية ليست جريمة إذا كانت وسيلة لتجنب الفواحش مثل الزنا أو العلاقات المحرمة.

الرأي في المذهب الحنفي:


يقول بعض فقهاء المذهب الحنفي إن العادة السرية "محرمة" ولكن في حالة كانت الوسيلة الوحيدة لتجنب الوقوع في محرم أكبر، مثل الزنا، فيمكن أن تكون مقبولة.

3. اضرار العادة سرية :

الأضرار الصحية والنفسية:


على الرغم من الجدل حول حكم العادة السرية في الإسلام، إلا أن العديد من الدراسات الطبية أظهرت أن ممارسة العادة السرية بشكل مفرط قد تؤدي إلى بعض الأضرار النفسية والجسدية مثل: القلق، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وبعض المشاكل الجنسية المستقبلية مثل القذف المبكر أو ضعف الانتصاب.

التأثيرات النفسية:


العادة السرية قد تصبح وسيلة للهروب من الضغوط النفسية أو العاطفية، مما قد يؤدي إلى الإدمان، وبالتالي، تصير مشكلة أكبر على مستوى الفرد.


4. في الاخير


بناءً على ما تقدم، فإن الفقه الإسلامي ينقسم بين تحريم العادة السرية في الغالب وبين السماح بها بشروط معينة. إذا كان الشخص في حالة اضطرار أو كان لا يستطيع الزواج لأسباب قاهرة، فإن بعض العلماء يجيزون ممارسة العادة السرية كبديل مؤقت لتجنب الوقوع في المحرمات الأكبر مثل الزنا.


لكن من ناحية أخرى، ينصح دائمًا بالابتعاد عن هذه الممارسة إذا كانت غير ضرورية، والتركيز على الوسائل التي ترفع من القدرة على الزواج أو الحفاظ على العفة من خلال الصوم أو المجهودات الأخرى.


في النهاية، يجب أن يتم اتخاذ هذا الموضوع بعناية وتوجيه من قبل أهل العلم والمتخصصين في المجال الديني والنفسي.




تعليقات